مدرسة الطيران ببرج العامري | التخصصات، الشروط، والمزايا

تعتبر مدرسة الطيران ببرج العامري المؤسسة العسكرية الأهم والأعرق في تونس لتكوين وتدريب ضباط ومهندسي وتقنيي الطيران. هي ليست أكاديمية طيران مدني خاصة، بل صرح عسكري تابع لوزارة الدفاع الوطني، ومهمتها الأساسية هي إعداد الكوادر البشرية عالية الكفاءة التي ستشكل العمود الفقري لجيش الطيران التونسي.

هذا المقال الشامل يقدم لك نظرة معمقة على هذه المؤسسة المرموقة، من تاريخها وتخصصاتها، إلى شروط القبول الصارمة ومراحل التكوين التي يمر بها التلاميذ الضباط.

نبذة تاريخية:

• يعود تاريخ المدرسة إلى سنة 1958، إثر تونسة الطيران المدني، بإنشاء المركز الوطني للطيران بالعوينة، تحت إشراف كتابة الدولة للصناعة والنقل.
• في سنة 1968، و بفضل الدعم المادي والفني للمنظمة العالمية للطيران المدني ولبعض الدور مثل فرنسا وبلجيكا، أحدثت مدرسة الطيران المدني والرصد الجوي. وقد لعبت هذه المدرسة دورًا متميزًا على الصعيد القومي والافريقي تحت إشراف وزارة النقل والمواصلات.
• في سنة 1984، أحدثت الأكاديمية الجوية ووقع تركيزها بصفاقس
• في سنة 1992، وقع إلحاق مدرسة الطيران المدني والرصد الجوي بوزارة الدفاع الوطني، ثم تم إدماجها في سنة 1994 مع الأكاديمية الجوية، ليكوّنا معًا مدرسة الطيران ببرج العامري الحالية.

تأسست مدرسة الطيران ببرج العامري لتوحيد وتطوير برامج تكوين الطيارين والتقنيين في تونس تحت سقف واحد بمعايير عالمية. يقع مقرها في قاعدة برج العامري الجوية، بالقرب من العاصمة تونس، وتلعب دورًا استراتيجيًا في:

• تكوين الضباط الطيارين: إعداد وتدريب الطيارين المقاتلين، طياري النقل، وطياري المروحيات.
• تكوين المهندسين والتقنيين: تخريج ضباط مهندسين وتقنيين في مختلف اختصاصات الطيران مثل ميكانيك الطائرات، إلكترونيات الطيران، وأنظمة المعلومات.
• توفير الكفاءات لجيش الطيران: ضمان استمرارية تزويد القوات الجوية التونسية بضباط مؤهلين لقيادة وصيانة وتطوير أسطولها الجوي.

مهمة المدرسة:

تتمثل مهمة مدرسة الطيران ببرج العامري في تكوين عسكريين ومدنيين لفائدة وزارة الدفاع الوطني عموما، وجيش الطيران خصوصًا، وكذلك لفائدة مؤسسات الطيران المدني في الميادين العسكرية وميادين الطيران والملاحة الجوية والرصد الجوي واختصاصات علمية أخرى.

كما يمكن للمدرسة تنظيم دورات تكميلية ودورات رسكلة و القيام ببحوث علمية وتقنية في نطاق اختصاصها لفائدة مؤسسات وطنية عمومية أو خاصة تتعاقد معها.

وتبقى المهمة الأساسية للمدرسة هي تكوين الضباط لنيل الشهادة الوطنية لمهندس في اختصاصات سياقة الطائرات، والجولان الجوي والأرصاد الجوية والميكانيك والتيليميكانيك وأنظمة الطيران والاتصالات والإعلامية.

ولقد تمكنت المدرسة من تكوين معظم الفنيين والطيارين التابعين لشركات الطيران الوطنية وتأهيلهم.

تعرف على: تكلفة دراسة الطيران المدني في تونس 2026

تخصصات مدرسة الطيران ببرج العامري:

تؤمن مدرسة الطيران ببرج العامري  لدارسيها التكوين في أحد الاختصاصات التالية:

• سياقة الطائرات.
• ميكانيك.
• تيليميكانيك.
• أنظمة الطيران.
• جولان جوي.
• رصد جوي.
• اتصالات.
• هندسة إعلامية.

شروط وإجراءات القبول (المناظرة الوطنية):

الالتحاق بمدرسة الطيران ببرج العامري ليس بالأمر السهل، فهو يتم عبر مناظرة وطنية شديدة التنافسية تشرف عليها وزارة الدفاع الوطني. الشروط الأساسية تشمل:

• أن يكون المتقدم حاصلًا على شهادة الباكالوريا رياضيات أو تقنية أو علوم تجريبية
• أن يكون قد تابع بنجاح الدراسة لمدة سنتين في مرحلة تحضيرية علمية
• أن يكون مؤهلًا صحيًا (سياقة الطائرات وجولان جوي)
• أن يكون قد نجح في تربص الانتقاء المسبق للطياريـن (بالنسبة لاختصاص سياقة الطائرات)

مراحل التكوين في المدرسة:

1- تكوين المهندسين الطيارين

ينقسم تكوين الطيارين إلى مرحلتين:

• مرحلة نظرية: تدوم سنة و نصفا و تختم بشهادة الكفاءة النظرية لطيار خط طائرة، طبقا لنظام JAR-FCL:Joint Aviation Requirements – Flight Crew Licensing ، وهو نظام دراسة وامتحانات موحّد في جميع الدول الأوروبية.
• مرحلة الطيران : تدوم سنة ونصف وتختم بإحدى الإجازات التالية:
  • طيار نقل و يتم التكوين بمدرسة الطيران ببرج العامري
  • طيار مقاتل وطيار حوامة و يتم التكوين بالوحدات الجوية لجيش الـطيران

يمكن أن يكون التكوين التطبيقي للطيارين مندمجًا أو مجزء.

في مجال التكوين التطبيقي المندمج يدوم التكوين 150 ساعة طيران للحصول على إجازة طيار محترف و 50 ساعة طيران آلي للحصول على كفاءة الطيران الآلي.

• أما في مجال التكوين التطبيقي المجزأ فهي كما يلي:
  • إجازة طيار محترف: 200 ساعة طيران
  • كفاءة طيران آلي: 50 ساعة طيران

ويمكن القيام بتربص طيار خاص فقط و يشمل 45 ساعة طيران

وبالنسبة لبقية الاختصاصات يدوم التكوين فيها ثلاث سنوات، يخصّص السداسي الأخير منها لمشروع ختم الدراسة و يحتوي برنامج تكوين المهندس طيلة السنوات الثلاثة على 3800 ساعة مقسمة كالآتي:

• 2300 ساعة تكوين علمي
• 1500 ساعة تكوين عسكري
• تربصين مهنيين إجباريين في نهاية السنة الأولى والثانية

اقرأ المزيد: الدراسة في تونس 2026 | أفضل الجامعات، الشروط، الرسوم الدراسية، وخطوات التقديم

شروط وإجراءات القبول (المناظرة الوطنية):

الالتحاق بمدرسة الطيران ببرج العامري ليس بالأمر السهل، فهو يتم عبر مناظرة وطنية شديدة التنافسية تشرف عليها وزارة الدفاع الوطني. الشروط الأساسية تشمل:

• الجنسية: أن يكون المتقدم تونسي الجنسية.
• الحالة الاجتماعية: أن يكون أعزبًا.
• العمر: ألا يتجاوز 23 عامًا بتاريخ المناظرة.
• الطول: لا يقل عن 1.67 متر للفتيان، و 1.60 متر للفتيات.
• المؤهل العلمي: أن يكون محرزًا على شهادة البكالوريا التونسية (أو ما يعادلها) في أحد المسارات العلمية: الرياضيات، العلوم التجريبية، العلوم التقنية، أو علوم الإعلامية.
• المعدل: أن يكون المعدل النهائي في امتحان البكالوريا لا يقل عن 12 من 20.

إجراءات القبول والتصفية:

1. تقديم الترشح الأولي: يتم تقديم الترشح عبر الإنترنت من خلال موقع وزارة الدفاع الوطني عند الإعلان عن فتح المناظرة.
2. الفحص الطبي الأولي: يتم دعوة المترشحين الذين يستجيبون للشروط الأولية لإجراء فحص طبي أساسي.
3. الاختبارات الرياضية والنفسية: يجب على المترشحين الناجحين في الفحص الطبي اجتياز:
   • اختبارات لياقة بدنية.
   • اختبارات نفسية دقيقة لتقييم مدى جاهزية المترشح للضغوطات النفسية والذهنية لمهنة الطيران العسكري.
4. الفحص الطبي المعمق: فحص طبي شامل ودقيق جدًا خاص بمتطلبات الطيران.
5. المقابلة الشخصية: مقابلة نهائية مع لجنة من ضباط جيش الطيران.

يتم ترتيب المرشحين النهائيين تفاضليًا بناءً على نتائجهم في جميع هذه المراحل، ويتم قبول العدد المطلوب فقط.

مميزات الدراسة في المدرسة:

• مجانية الأكل.
• مجانية اللباس.
• مجانية العلاج.
• مجانية السكن.
• التمتع بمنحة دراسية.

المستقبل المهني بعد التخرج:

• التخرج: يتخرج التلاميذ برتبة “ملازم” في جيش الطيران التونسي.
• الالتزام بالخدمة: يوقع الخريجون عقد عمل مع وزارة الدفاع الوطني يلزمهم بالخدمة في صفوف الجيش لمدة لا تقل عن 10 سنوات بعد التخرج.
• المسار المهني: يتم تعيين الضباط الخريجين في مختلف القواعد الجوية والأسراب حسب اختصاصاتهم، ليبدأوا مسارهم المهني كقادة وضباط في خدمة الوطن، مع فرص مستمرة للترقية والتطور المهني والعسكري.

خاتمة:

إن مدرسة الطيران ببرج العامري ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي مصنع للرجال والنساء الذين يكرسون حياتهم لحماية سماء تونس. الالتحاق بها هو شرف كبير ومسؤولية عظيمة، وهو مسار يتطلب التفوق العلمي، الانضباط الحديدي، اللياقة البدنية العالية، وشغفًا لا حدود له بالطيران وخدمة الوطن. للشباب التونسي الطموح، تمثل هذه المدرسة بوابة لتحقيق حلم الطيران ضمن إطار من الشرف والواجب الوطني.

المصدر:

defense